فصل: قال الدمياطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ومن ذلك قراءة الحسن بخلاف وأبي رجاء الجحدري وقتادة ويعقوب: {وَفصَلُهُ في عَامَيْن}.
قال أبو الفتح: الفصل أعم من الفصال؛ لأنه مستعمل في الرضاع وغيره، والفصلا هنا أوقع؛ لأنه موضع يختص بالرضاع. فإما الفصال مصدر فاصلته فغير هذا المعنى وإن كان الأصل واحدا. ومعنى ف ص ل قريب من معنى ف س ل؛ وذلك أن الفسل الدني من الناس، والدني هو الساقط. وإذا سقط الإنسان انقطع عن معظم ما عليه الناس، ولذلك قالوا: فيه هو ساقط. ومنقطع ومتأخر، فالمعنى إذا راجع إلى الانفصال والانقطاع.
ومن ذلك قراءة عبد الكريم الجزري: {فَتَكُنْ في صَخْرَة}، بكسر الكاف.
قال أبو الفتح هذا من قولهم: وكن الطائر: إذا استقر في وكنته، وهي مقره ليلا، وهي أيضا عشه الذي يبيض فيه، ووكره. ومنه قوله:
وقد أغتدى والطير في وكناتها

وقد وكن يكن وكونا فهو واكن، وجمعه وكون، كقاعد وقعود. قال:
يذكرني سلمى وقد حال دونها ** حمام على بيضاتهن وكون

وكأنه من مقوب الكون؛ لأن الكون الاستقرار، وعليه قالوا: قد تكون في منزله واستقر.
ومن ذلك قراءة يحيى بن عمارة: {وَأَصْبَغَ عَلَيْكُمْ نعَمَهُ ظَاهرَةً وَبَاطنَةً}.
قال أبو الفتح: أصله السين، إلا أنها أبدلت للغين بعدها صادا، كما قالوا في سالغ: صالغ، وفي سالخ: صالح، وفي سقر: صقر، وفي السقر الصقر. وذلك أن حروف الاستعلاء تجتذب السين عن سفالها إلى تعاليهن، والصاد مستعلية، وهي أخت السين في المخرج، وأخرى حروف الاستعلاء، وهذا التقريب بين الحروف مشروح الحديث في باب الإدغام، ومنه قولهم في سطر: صطر، وفي سويق: صويق.
وحكى يونس عنهم في السوق: الصوق، وروينا عن الأصمعي، قال: تنازع رجلان في السقر، فقال أحدهما: بالصاد، والآخر: بالسين، فتراضيا بأول من يجتاز بهما، فإذا راكب يوضع، فسألاه، فقال: ليس كما قلت ولا كما قلت، إنما هو الزقر.
ومن ذلك قراءة ابن مسعود: {وَبَحْرٌ يُمدُّهُ} وهي قراءة طلحة بن مصرف.
وقرأ جعفر بن محمد: {والبَحْرُ مدَادُه} وقرأ الأعرج الحسن: {والبَحْرُ يُمدُّه} برفع الياء.
قال أبو الفتح: في إعراب هذه الآية نظر؛ وذلك أن هناك حذفا، فتقديره: فكتب بذلك كلمات الله ما نفدت، فحذف ذلك للدلالة عليه، كما أن قوله: {فَمَنْ كَانَ منْكُمْ مَريضًا أَوْ به أَذىً منْ رَأْسه فَفدْيَةٌ} أي: فحلق فعليه فدية، فاكتفي بالمسبب، وهو الفدية من السبب، وهو الحلق، ونظائره كثيرة في القرآن وفصيح الكلام.
وأما رفع بحر فالابتداء، وخبره محذوف، أي: وهناك بحر يمده من بعده سبعة أبحر. ولا يجوز أن يكون وبحر معطوفا على {أقلام} لأن البحر وما فيه من الماء ليس من حديث الشجر والأقلام، وإنما هو من حديث المداد، كما قرأ جعفر بن محمد: {والبَحرُ مدَادُه}.
فأما رفع {البحر} فإن شئت كان معطوفا على موضع إن واسمها وإن كانت مفتوحة، كما عطف على موضعها في قوله سبحانه: {أَنَّ اللَّهَ بَريءٌ منَ الْمُشْركينَ وَرَسُولُهُ} وقد ذكرنا ما في ذلك وكيف يسقط اعتراض من تعقب فيه فيما مضى. ويدل على صحة العطف هنا، وأن الواو ليست بواو حال قراءة أبي عمرو وغيره: {وَالْبَحْرَ يَمُدُّه} بالنصب، فهذا عطف على ما لا محالة. ويشهد بجواز كون الواو حالا هنا قراءة طلحة بن مصرف: {وَبَحْرٌ يُمدُّه} أي: وهناك بحر يمده من بعده سبعة أبحر، فهذه واو حال لا محالة.
وأما {وَالْبَحْرُ يُمدُّه} بضم الياء فتشبيه بإمداد الجيش، يقال: مد النهر، ومده نهر آخر، وأمددت الجيش بمدد. قال الله تعالى: {مُمدُّكُمْ بأَلْفٍ منَ الْمَلائكَة مُرْدفينَ} قال العجاج:
ما قري مدة قري

فأما قول الآخر:
نظرت إليها والنجوم كأنها ** قناديل مرس أوقدت بمداد

فليس من المداد الذي يكتب به، وإنما أراد هنا ما يمدها من الدهن، كذا فسروه، وليس بقوي أن تكون قراءة جعفر بن محمد: {والبَحرُ مدَاده} أي: زائدة فيه؛ لأن ماء البحر لا يعتد زائدا في الشجر والأقلام؛ لأن ليس من جنسه، فالمداد هناك إنما هو هذا المكتوب به بإذن الله.
ومن ذلك قراءة موسى بن الزبير: {الْفُلُك}، بضم اللام.
قال أبو الفتح: حكى أبو الحسن عن عيسى بن عمران، قال: ما سمع، أو ما سمعنا: فعل إلا وقد سمعنا فيه: فعل؛ فقد يكون هذا منه أيضا، وقد ذكرناه قبل.
ومن ذلك: {بنعْمَات الله}، ساكنة العين، قرأها جماعة منهم الأعرج.
قال أبو الفتح: ما كان على فعلة ففي جمعه بالتاء ثلاث لغات: فعلات، وفعلات، وفعلات: كسدرة وسدرات، وسدرات، وسدرات. وكذلك فعلة فيها الثلاث أيضا: الإتباع. والعدول عن ضمة العين إلى فتحها. والسكون هربا من اجتماع الضمتين: كغرفة وغرفات وغرفات، وغرفات.
قال أبو علي: ما يدل على أن الألف والتاء في هذا النحو في تقدير الاتصال، وأنهما ليستا كناء التأنيث في نحو: سدرة، وبسرة- اطراد الكسر في نحو: سدرات، وكسرات، وعذرات، مع عزة فعل في الواحد، يريد إبلا، وما لحق به مما لم يذكره صاحب الكتاب. ذكر ذلك عند تفسيره قول سيبويه: إنك لو سميت رجلا بذيت لقلت فيه: ذيات، بتخفيف الياء فيمن رواه هكذا. وذكر هناك أيضا صحة الواو في نحو: خطوات، ورشوات مع ضمة ما قبلها، قال: ولو كانت الألف والتاء في تقدير الانفصال لما صحت الواو في نحو: خطوات، كما لا يصح في فعلة من غزوت إذا بنيتها على التذكير فقلت: غزية؟
وأنا من بعد أرى أن تسكين عين فعلات، كنعمات وسدرات- أمثل من تسكين عين فعلات، كغرفات؛ وذلك أن صدر سدرات قليل النظير، إنما هو إبل، وإطل، وأمرأة بلز للضخمة، ومالا بال به. وصدر فعلات كثيرن كبرد، ودرج، وقرط.
ومن قال: كسرات، فأثبت كسرة السين لم يقل كذلك في رشوات؛ لأنه إن كسر الشين انقلبت الواو ياء. وكذلك مديات لا تضم ثانيها؛ لئلا تنقلب الياء واوا، فيقال: مدوات كما كان يجب في رشوات رشيات، لكنهم جنحوا فيهما إلى الإسكان الذي كان مستعملا في الصحيح العين، نحو: ظلمات، وكسرات. فأما الفتح فجائز حسن نحو: رشوات، ومديات؛ لأن حرفي العلة تصحان هنا بعد الفتحةن نحو: قنوات، وحصيات.
وأنا أرى أن إسكان عين فعلات مما جاء في الشعر من الأسماء نحو قول ذو الرمة:
أبت ذكر عدون أحشاء قلبه ** خفوقا ورفضات الهوى في المفاصل

ليس العذر فيه كالعذر في قولهم: ظبية وظبيات، وغلوة وغلوات. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة لقمان مكية قيل إلا ثلاث آيات أولهن ولو أن ما في الأرض وآيها ثلاث وثلاثون حرمي وأربع فيما سواه خلافها ثنتان ألم كوفي له الدين بصري وشامي مشبه الفاصلة في الدنيا معروفا وعكسه الحمير القراآت تقدم سكت أبي جعفر على ألم.
واختلف في {هدى} و{ورحمة} الآية 3 فحمزة بالرفع عطفا على هدى وهو خبر ثان أو خبر هو محذوفا وافقه الأعمش والباقون بالنصب بالعطف أيضا على هدى على أنها حال من آيات أو الكتاب لأن المضاف جر المضاف إليه العامل ما في اسم الإشارة من معنى الفعل.
وقرأ: {ليضل} الآية 6 بفتح الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب والباقون بالضم وبه قرأ رويس من غير طريق أبي الطيب من أضل رباعيا ومر بإبراهيم وأهمل في الأصل هنا ذكر خلاف رويس.
واختلف في {ويتخذها} الآية 6 فحفص وحمزة والكسائي وخلف بالنصب عطفا على ليضل تشريكا في العلة وافقهم الأعمش والباقون بالرفع عطفا على يشتري تشريكا في الصلة أو استئنافا وقرأ: {هزوا} حفص بإبدال همزتها واوا في الحالين وسكن الزاي حمزة وخلف ويوقف عليها لحمزة بالنقل على القياس وبالإبدال واوا مفتوحة للرسم وأما تشديد الزاي فلا يصح وأمال {ولي} ك {تتلى} حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وسهل همز كأن لم الأصبهاني عن ورش وقرأ نافع بإسكان ذال أذنيه وقرأ: {يا بني} بفتح الياء في المواضع الثلاثة حفص وقرأ البزي كذلك في يا بني أقم الصلاة فقط وسكن قنبل الياء من هذا الموضع مخففة وسكن ابن كثير بكماله ياء الأول يا بني لا تشرك ولا خلاف عنه في تشديد الياء مكسورة في الوسط يا بني إنها كما مر بهود مع توجيهه وعن الحسن وفصاله بفتح الفاء وسكون الصاد بلا ألف قال البيضاوي وفيه دليل على أن أقصى مدة الرضاع حولان.
وقرأ: {أن أشكر} الآية 12 بكسر النون أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب وقرأ: {مثقال} بالرفع نافع وأبو جعفر ومر بالأنبياء.
واختلف في {ولا تصاعر} الآية 18 فنافع أبو عمرو والكسائي وخلف بألف بعد الصاد وتخفيف العين لغة الحجاز وافقهم اليزيدي والأعمش والباقون بتشديد العين بلا ألف لغة تميم من الصعر داء يلحق الإبل في أعناقهم فيميلها أي لا تمل خدك للناس أي لا تعرض عنهم بوجهك إذا كلموك تكبرا.
واختلف في {عليكم نعمه} الآية 20 فنافع وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر بفتح العين وهاء مضمومة غير منونة جمع نعمة كسدرة والهاء ضمير اسم الله تعالى وظاهرة حال منها وافقهم الحسن واليزيدي والباقون بسكون العين وتاء منونة اسم جنس يراد الجمع فظاهرة نعت لها أو يراد الوحدة لأنها في تفسير ابن عباس الإسلام.
وقرأ بإشمام قيل هشام ورويس والكسائي وأدغم الكسائي لام بل نتبع في النون وعن الأعمش وومن {يسلم} بفتح السين وتشديد اللام مضارع سلم بالتشديد وأمال {الوثقى} حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وقرأ: {يحزنك} بضم الياء وكسر الزاي من أحزن نافع.
واختلف في {والبحر} الآية 27 فأبو عمرو ويعقوب بالنصب عطفا على اسم أن وهو ما ويمده الخبر أو بمفسر بيمده والجملة حينئذ حالية وافقهما اليزيري والباقون بالرفع عطفا على محل أن ومعمولها وفي أن الواقعة بعد لو مذهبان مذهب سيبويه الرفع على الابتداء ومذهب المبرد على الفاعل بفعل مقدر وعن الحسن {يمده} بضم الياء وكسر الميم من أمده وقرأ: {وأن ما يدعون} بالغيب أبو عمرو وحفص والكسائي ويعقوب وخلف وسبق بالحج وعن المطوعي {بنعمات الله} بفتح النون والعين وألف بعد الميم على الجمع.
وأمال {صبار} الآية 31 و{ختار} الآية 32 أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وبالصغرى الأزرق وأمال {نجاهم} حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وقرأ: {وينزل الغيث} بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وقرأ الأصبهاني عن ورش بخلفه بإبدال همزة بأي أرض بياء مفتوحة.
المرسوم وفصله بغير ألف بعد الصاد وكذا تصعر واتفقوا على قطع وأن ما تدعون كالحج وعلى كتابة بنعمت الله بالتاء. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة لقمان:
{الم} جلي لأبي جعفر.
{ورحمة} قرأ حمزة برفع التاء وغيره بنصبها.
{لهو} أجمعوا على إسكان الهاء لكونه اسما ظاهرا لا ضميرا.
{ليضل} قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء والباقون بضمها.
{ويتخذها} قرأ حفص والخوان وخلف ويعقوب بنصب الذال والباقون برفعها.
{هزوا عليه} مستكبرا وهو. بوالديه، حملته، من خردل، لطيف خبير، الصلاة، وأمر؛ ظاهرة، قيل، عليه، كله جلي.
{أذنيه} قرأ نافع بإسكان الذال وغيره بضمها ووصل ابن كثير هاءه.
{أن اشكر} كسر النون عاصم وحمزة والبصريان وضمها غيرهم.
{يا بني} قرأ حفص بفتح الياء في المواضع الثلاثة ووافقه البزي في يا بني أقم الصلاة فقط وسكن قنبل الياء في هذا الموضع خاصة وسكن ابن كثير بتمامه في الموضع الأول وهو يا بني لا تشرك، وقرأ بتمامه أيضا في الموضع الثاني وهو يا بني إنها بتشديد الياء وكسرها والباقون بكسر الياء مشددة في المواضع الثلاثة. والخلاصة أن في الموضع الأول وهو يا بني لا تشرك ثلاث قراءات الأولى فتح الياء مشددة لحفص والثانية إسكان الياء مخففة لابن كثير والثالثة كسرها مشددة للباقين. وفي الثاني وهو {يا بني إنها} قراءتين: الأولى فتح الياء مشددة لحفص والثانية كسرها مشددة للباقين وفي الثالث وهو يا بني أقم الصلاة ثلاث قراءات الأولى فتح لياء مشددة لحفص والبزي والثانية إسكانها مخففة لقنبل والثالثة كسرها مشددة للباقين.
{مثقال} قرأ المدنيان برفع اللام والباقون بنصبها.
{ولا تصعر} قرأ نافع وأبو عمرو والأخوان وخلف بألف بعد الصاد وتخفيف العين والباقون بحذف الألف وتشديد العين.
{نعمة} قرأ المدنيان والبصري وحفص بفتح العين وبعد الميم هاء مضمومة على التذكير والجمع والباقون بإسكان العين وبعد الميم تاء منونة منصوبة على التأنيث والإفراد.
{السعير} آخر الربع.
الممال:
الناس كله لدوري البصري هدى الثلاثة لدى الوقف وتتلى وولى وألقى بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه، الدنيا معا بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه.
المدغم الصغير:
{لبثتم} للبصري والشامي والأخوين وأبي جعفر. ولقد ضربنا لورش والبصري والشامي والأخوين وخلف اشكر لي معا للبصري بخلف عن الدوري، بل نتبع الكسائي.
الكبير:
{خلقكم} بعد ضعف، كذلك كانوا، يشكر لنفسه، قال لقمان: سخر لكم، قيل لهم.
{وهو} عذاب غليظ، من خلق، عليم خبير، جلي.
{فلا يحزنك} قرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي والباقون بفتح الياء وضم الزاي.
{والبحر} قرأ البصريان بنصب الراء والباقون برفعها.
{يدعون} قرأ البصريان وحفص والأخوان وخلف بياء الغيبة والباقون بتاء الخطاب.
{بنعمت الله} رسمت بالتاء ولا يخفى حكم الوقف عليه.
{وينزل الغيث} قرأ المكي والبصريان والأخوان وخلف بالتخفيف وغيرهم بالتشديد. اهـ.